27‏/01‏/2012

غرباء في قبري

بعيداً عن المقدمات القادمة نحو مخيلتي، وبعيداً عن اضاعة المعنى..... هل الثقافة فطرية أم مكتسبة؟؟؟ سؤال لم يسألني اياه أحد من قبل لأجهد نفسي في البحث عن اجابة له، فقمت أنا بسؤاله لنفسي.
لكن في هذه الأسطر القليلة لا أرغب في الإجابة عن السؤال! بل عن سبب تمخض هذا السؤال وخروجه لأرض الواقع.

الثقافة في ابسط اتجاهاتها هي قادمة من فكرة الانسان عن الانسان والكون والحياة وما بعد الحياة، ومهما توسعت فلا يمكن لها ان تخرج من هذا النطاق الأشبه باللامحدود. أما بالنسبة للمجالس التي يكثر فيها النقاس المنطقي فلا بد أن أرخي المسير للتمحور حول نقطة: من أنت الذي تخلق موضوعاً للنقاش؟ ومن أنت الذي تستميت في الكلام دون رغبة بالصمت أو الاستماع؟ أرى أشخاصاً يتكاثرون كنوع من أنواع البكتيريا، لا يضيعون لحظة الا ويقضونها في البحث والقراءة والنقد. فيدفعني الفضول وحب التعلم لمجالستهم كي اثري معرفتي بذهب كلامهم. فأرى أغلبهم ينطلقون من مبدأ فلسفة الاخلاق التي طغت على كتابات نيتشه، يحفظون نصوصة ويسردونها كما هي لكنهم يشوهون فحواها بسؤ فهمهم لها وعدم تطبيقهم لما قرأوا.
يبدأ الواحد منهم بالحديث كأنه جامع في نفسه بين ابن رشد وهراقليطس... فتراه كنافخ الكير: إما ان يحرق ثيابك او تصلك منه ريح منتنة. فهو بعيد عن الثقافة كبعدها عن اللامنطق. وأنت كطالب علم وساعي خلف الثقافة تضيق عليك الدنيا بين هذه الأخيلة التي تهرب في العتمة والمجتمع المطبق لثقافة اشباع المعدة ودثر العقل. فيلقى بك تلقائيا في حفرتك التي تغذي بها روحك التي لا تشبع من المعرفة ونهمك نحو التعلم وتثقيف نفسك.
فتعود لتسأل نفسك السؤال التالي: هل يعقل ان يكون هذا الشخص الذي يجادل وينظر لفلسفة نيتشه ""فاقداً القدرة على الصمت او الاستماع" لم تصادفه مقولة نيتشه "اياك أن تقف حائلاً بين فكرتك وما ينافيها" ؟؟ وما يصفعك فيه رؤيتك له يمضي ساعات اطول من الدقائق التي تقضيها انت بالقراءة والبحث نظراً لطغيان الفراغ في حياته.... فلماذا لم يخطر ببالك ان الثقافة ربما تكون فطرية وليست مكتسبة؟ وليست متاحة للجميع لاكتسابها؟؟؟ والمحور الآخر الذي ينهكك وينهيك هو رؤيتك لهؤلاء المستثقفين ينتشرون في كل مكان ويعكسون صورة زائفة عن الثقافة والمثقف التي لم ولن يدركوا اياً منها بسبب انشغالهم عنها باظهار انفسهم كمثقفين، أي كما قالها الدكتور وليد سيف: يعانون من التعقيد. ومنطقياً كل مجال يعتبر ساحة
والثقافة تعتبر ساحة كونها مجال
والمثقف الحقيقي اما ان يلقي بنفسه او يلقى به في قبر ليعيش فيه . فلماذا تزاحمون اصحاب القبور في قبورهم.

وفي ختام النص الذي لم تفهموا منه شيئاً لا أنتظر منكم أن تأذنوا لي بأن أقول لكم أني أكرهم بعشق
فأنتم لستم إلا غرباء في قبري.


بالعربي
FUCK OFF!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق