17‏/10‏/2012

على حاجز قلنديا كُـنّـا .

تفاجئتُ بوجود ذاك الطفل الذي لم يتجاوز عمره ال عشرة سنوات ربما، يحمل مجموعة من "بلالين الهيليوم" سعياً لبيعها.
(شخصياً أرفض شراء أي شيء من هؤلاء الاطفال، لأنني سأكون سبباً إضافياً بدعم عمالتهم واستغلالهم من ذويهم/أقاربهم وتسرّبهم من المدارس).


ما لاحظته كبريائه وعزّة نفسه! قامت فتاة بإعطاءه خمسة شواقل وحين هَمّ بإعطاءها "بالونين" قالت له : "أنا اتفقت معك أعطيك دون مقابل" ، لكنّ الطفل كان أسرع منها بوضع أطراف "البالونين" بفتحةٍ في حقيبتها إذ لا يمكنهما السقوط، أمسكت الفتاة البالونين وألقت بهما على الأرض فالتقطهما. 
كان الطفل مُغبّراً، ملامحه الذكية مختبئةً بملابس بائسة لكنها لم تنل من كبريائه. عاد ووضع البالونين في حقيبتها المفتوحه ، وأخذت تصرخ عليه :"بديش إياهم إفهم خدهم وروح " مُلقيةً بهم الارض .


ليُعيد الطفل مرةً أخرى إلتقاطَ ذاك الفرح الملّونِ نقمةً ، يعيدهم فترميهم فيلطقتهم ، فيعيدهم فترميهم فيلطقتهم / حتى جاء دور الفتاة لعبور ذاك الباب الحديدي المتحرك بشكل دائري ، وكان واقفاً وراءها يريد العبور معها بالبالونات جميعها، ليُثبت لها أن البالونات يمكنها العبور أيضاً ، ليُثبت لها مرارة كذبها إذ يمكن للبالونات عبور الضفة الأخرى ..عبور القدس.

(ما آلمني جداً أنّه رغم طفولته الضائعة لم يفقد كبريائه وعزّة نفسه التي فقدها العديدُ من الفلسطينيين ، بعض من تلك النظرات التي وجّهت له هي نظرات اشمئزاز. مِنهم مَن حزِن على الفتاة بقولهم : "يا حرام ملزق فيها للبنت"!)


يا بقايا إنســــان ، هو لن يأكلها كلّ ما يريده استرداد كرامته وعزّتها .... لفّها الباب الحديديّ وأخذ يناديها خذيهم خذيهم!



 بقلم أوروك - صديقة للمدونة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق