01‏/03‏/2012

مسافات

مَسَافَاتْ

 

 

وجهٌ أوّل:

نَفَسيْ بَريْءٌ

مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ لَمْ أكُنْهُ

لَمْ أضِفْ فِيهِ احْتِرَافيْ للحَنيْنِ،

نَفَسيْ بَريْءٌ

مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لَمْ أزُرْهُ

لَمْ ألُذْ فِيهِ احْتِراقَاً للجَبيْنِ،

نَفَسيْ بَريْءٌ

صَمْتِيْ جَرِيْءٌ

واخْتِفَائِيْ كِبْرِيَائِيْ

صَفْوُ النَّجَاةِ مِنَ الكَلامِ

عَنْ سِرِّ ضَعْفِيْ،

فَأيْنَمَا كُنْتِ

خَجَليْ مِنَ الفُرْسَانِ

أجَليْ مِنَ المَاضِيْ السَّجِيْنِ.

 

مِلاحَة:

أنَاْ فَارِسٌ

" كَهْلُ المَلامِحِ "

أنَاْ فَارِسٌ

خَلَعْتُ نَوْمِيَ

حَمَلْتُ الدِّرْعَ،

ثَقِيْلَاً،

أزَحْتُهُ

وَكَشَفْتُ صَدْرَاً عَارِيَاً

لشَمْسِ الرّيحِ

وَامْتَطَيْتُ الأرْضَ

كَسَرْتُ البَحْرَ

سَبَقْتُ الوَقْتَ

كَثيْراً،

بَعيْداً بِنَفْسِيْ..

لا شَيْءَ غَيْرِيْ

وَبَعْضُ تَطَايُرٍ مِنْكِ

أمْسَكْتُهُ

سَيْفي الأمِيْن.

 

بُطُوْلَة:

وَاجْتَزْتُ قَبْرَاً

عَالِيَ الصَرْحِ

قَرِيْبَ المَسَافَةِ

مَنِيْعَ الحُدُوْدِ

شَدِيْدَ البُرُوْدِ

تَارِيْخُهُ أمْسِيْ

سُكّانُهُ أنَا

وَأنْتِ،

جُمُوْعُ الزَّائِرِيْن.

 

تَارِيْخ:

صَفْحَةٌ بَيْضَاءَ

لا هَمْسَ فِيْهَا

لا صَوْتَ وَلا رِيَاءْ.

 

أُمْسِيَة:

ذَاكَ الوَجْهُ أعْرِفُهُ،

أقَبِّلُهُ،

فِي اللّيْلِ وَأحْضُنُهُ،

أعْبُدُهُ،

للصُّبْحِ أسْجُدُ

للمِرْآةِ أنْشِدُهُ،

لِكَفّيْنِ صَغِيْرَيْنِ

عَلى خَدّ أُخَلِّدُهُ،

أغْرِقُهُ،

بِدُمُوْعِ السَّيْرِ،

أبْعِدُهُ

نَحْوَ السِّنِيْن.

 

 

حَالَة:

حِصَارٌ يَمْلِكُ التّارِيْخَ

أقْفِلُهُ،

وأسْحَبُ حُلْمَهُ الدّافِيْ

وأقْتُلُهُ،

وأرْكُضُ خَلْفَ جُدْرَانِيْ

فألْحَقُهُ،

وأسْرِقُ بَعْضَ أزْمَانِيْ

وأسْرِقُ رَقْمَ أوْطَانِيْ

وأفْرُكُ وَجْهَ حَاضِرِنَا

لأدْخُلَ قَلْبَ نِيْرَانِيْ،

وَأكْسِرَهُ

 

غَزَل:

غِيْدُ المَحَامِدِ حَسْبَنَا

أضَاقَتْ فِيْكِ أغَانِيْنَا؟

شَعْرُكِ البَرَّاقُ خَيْرٌ

نَثْرٌ فِيْ قَوَافِيْنَا

وَاخْتِلالُ الوَقْتِ ودٌّ

سَرْبٌ مِنْ أيَادِيْنَا

وَافْتِرَاسُ الرّوْحِ سَهْلٌ

فَعَيْنُكِ، لَا تُعَافِيْنَا

عَيْنُكِ " سُبْحَانَ أوْطَانِيْ "

نَهْرٌ لَا يُوَافِيْنَا

دَهْرٌ لَوْ حَلُمْنَاْ بِهِ

مَا أرْوَى أَرَاضِيْنَا

 

رِوَايَة:

أبْلَغُ كَلامِنَا صَمْتٌ

حَدِيْثٌ لَا صَوْتَ لَهُ

يُقَاسُ بِالمَسَافَةِ

بِقُرْبِ العَيْنِ مِنَ العَيْنِ

بِطُوْلِ المُكُوْثِ مَصْلُوْبَاً

عَلَى طَرْفٍ

أَمْلَسٍ،

نَاعِسٍ،

يَبْكِيْ خُشُوْعَ النًّاظِرِيْن .

 

 

 

أجزاء من نار

 
بقلم صهيب العلي 

 أبوغريب

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق