16‏/03‏/2012

غلاء المعيشة، عبارة بحاجة لإعادة نظر


لا زلت كلما سمعت عبارة "غلاء المعيشة" أتساءل عن هوية الشخص الذي اخترع هذا المصطلح المتناقض، فعند تحليلي لهذه العبارة، أجدها مكونة من مصطلحين هما "غلاء و معيشة". وإذا أخذنا كل كلمة منهما على حدا وقمنا بتحليلها، نرى أن الغلاء هو ارتفاع حاد في الأسعار لا يوازيه ارتفاع في مستوى الدخل، والمعيشة تعني العيش أو الحياة بأبسط تعريفاتها، وللعيش لا بد من توفر الحد الأدنى من المتطلبات ليطلق عليها أسم حياة، كتوفير الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن ودواء بطريقة تحفظ كرامة الإنسان، فالحياة لا تحقق برغيف الخبز وحده دون كرامة الإنسان التي تميزه.
وإذا حاولنا مرة أخرى تركيب الكلمتين مع بعضهما البعض، نجد أن الغلاء يترتب عليه حرمان ذوي الدخل المحدود من واحد أو أكثر من الاحتياجات الأساسية للحياة، فالمال الذي يمتلكه لا يكفي إلا للطعام والشراب، أو للمسكن وما يترتب عليه من متطلبات كالإيجار وفواتير الكهرباء التي أصبحت مسبقة الدفع، ولا حاجة لشراء الأدوية فمعظمها كتب عليه "بعد الأكل". وبالنسبة لأصحاب الدخل المرتفع فهم لا يشعرون بغلاء الأسعار لذلك لا ينطبق عليهم مصطلح الغلاء.
من هذا المنطلق، الرجاء إعادة النظر في عبارة "غلاء المعيشة" واستبدالها بأي عبارة أخرى، أو الاكتفاء بفصل المصطلحين عن بعضهما ليصبح الحديث منطقياً وقابل للفهم.

في النهاية أود التنويه إلى أنني فهمت الآن السبب وراء عدم شراء والدي "العقار فاتح الشهية" لإخوتي الصغار بعن أن اعتاد على شرائه لي عندما كنت طفلاً. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق